Historia de la literatura arábigo-española
Historia de la literatura arábigo-española
هل تعلم أن اسطوانات الغاز لها تاريخ صلاحية ؟؟؟
!!! الكثير منا لا يعلمون ذلك
فاسطوانات الغاز منتهية الصلاحية خطيرة للغاية
و قد تؤدي الى حوادث خطيرة لا قدر الله
فلذلك يجب ان تكون منتبها
عند إستبدال اسطوانات الغاز لدى محل الغاز
طريقة التأكد من صلاحية أسطوانة الغاز
تاريخ إنتهاء صلاحية الإسطوانة مكتوب بطريقة ترميز خاصة وسهلة جداً
A
يعني الربع الأول من السنة
B
يعني الربع الثاني من ا لسنة
C
يعني الربع الثالث من السنة
D
يعني الربع الرابع من السنة
وهذه الحروف متبوعة بـرقمين يدلان على السنة الميلادية
فمثلاً
D06
تعني انتهاء صلاحية الإسطوانة في الربع الرابع من عام 2006
B09
مثل القصص تلك تجعل القارئ أو السامع يرتاح قليلاً من الإحساس بجفوة الحياة في المدن الكبيرة المزعجة. عبر ذلك الارتياح الذي أحسست به آنذاك ذكرتني زاوية الأخ ناصر بموقف مشابه جرى لي شخصياً عندما كنت طالباً في ألمانيا الغربية عام 1969م. كنا أربعة شباب سعوديين (شباب آنذاك بالطبع)، ثلاثة منا يدرسون الطب في جامعة هايدلبيرج ورابعنا قريبٌ لأحدنا قَدِمَ إلى ألمانيا لزراعة قرنية في عينه وزُرعت له ونجحتْ، وغداً يعود إلى الوطن، فقررنا توديعه بعشاء نتشارك في تكاليفه في مطعم معتبر عند متوسطي الحال.
انصرفنا من المطعم عند منتصف الليل، وكانت السماء تصب وتهب والظلام دامس لغزارة المطر ونحن الأربعة محشورون في سيارة أوبل صغيرة كان يمتلكها محدثكم أيام شبابه. في وسط الميدان الرئيس لمدينة هايدلبيرج (ميدان بيسمارك) انكسر شيء ما أسفل السيارة وتوقفت مائلة على جنبها الأيسر فتسمرنا بداخلها لا ندري ماذا نفعل.
ما هي إلا دقائق قليلة وتوقفتْ أمامنا سيارة شرطة المرور بأنوارها المتلألئة وواحدة مثلها خلفنا، وإذا بشرطي ألماني طويل عريض مرتدياً لباس المطر الجلدي يسلط نور مصباحه اليدوي على وجهي، وكنت السائق. أصبت بالخوف من ثقل الغرامة المتوقعة لأنني كنت قد تخطيت موعد الفحص الدوري على سيارتي بشهور كثيرة، ولأنَّ الشرطي أطال النظر في وجهي على ضوء مصباحه. أخيراً طلب منا بلطف نسبي لا نتوقعه كأجانب في مثل ذلك الموقف أن نتفضل معه إلى إحدى السيارتين.
سألته، وكنت أقدَمَ زملائي وأفصَحَهم، إلى أين سيأخذنا؟ فقال إنه سوف يقِلُّنا إلى حيث نسكن في بيت الطلبة. هكذا، وبدون أن يطلب أوراق السيارة الرسمية وبدون سؤال وجواب ينقلنا إلى بيت الطلبة! إن هذا غريب وغير متوقع. سألته عن مصير سيارتي فرد بهدوء: لا تقلق، سوف تجدها غداً في ورشة إصلاح سيارات أوبل في الشارع الفلاني. عند بيت الطلبة رفضت أن أترجل من السيارة قبل أن يخبرني عن سبب لطفه وكسره لقواعد الصرامة المعهودة في الشرطة الألمانية فوعدني أن يحضر غداً ليخبرني بذلك، وأعطيته رقم غرفتي في بيت الطلبة وانصرف. وبالفعل في اليوم التالي حضر الشرطي واتضحت الأمور كما اتضح لي أيضاً أن الدنيا صغيرة وأن المعروف مهما طال الزمن لا يضيع.
أحدثكم هنا بما قاله لي ذلك الشرطي الألماني الذي ربطتني به لاحقاً صداقة طويلة فتحدث وقال: «كنت في التاسعة عشرة من عمري جندياً في جيش القائد الأماني رومل في الصحراء الليبية غير بعيد عن مدينة طبرق الساحلية.
خسرنا الحرب هناك للحلفاء بقيادة الإنجليزي مونتجومري فصدرت لنا الأوامر بالتفرق إلى جماعات صغيرة أو أفراد ومحاولة أن ينجو كل واحد بنفسه بوسائله الخاصة. هربت وهربت وهربت في الصحراء حتى أغمي عليَّ من الإعياء والعطش.
صحوت بعد أيام في خيمة بدوي عربي ليبي يسكن مع زوجته وأطفاله فيها ويرعى أغنامه حولها». استمر الألماني وعيناه مغرورقة بالدموع: «مكثت عندهم أكثر من شهرين، أنام معهم في خيمتهم وآكل مما يأكلون ولا أبرح الخيمة إلا في الظلام خوفاً من أن تلتقطني دوريات الحلفاء.
ذات ليلة مقمرة أفهمني ذلك البدوي أن يا رالف (وهذا هو اسمي) هذه الليلة سوف تعود إلى وطنك. انطلق معي على ضوء القمر إلى شاطئ البحر قرب طبرق وكمنا هناك. ما هي إلا ساعتان أو ثلاث حتى رأينا أنوار قارب عسكري في عرض البحر يرسل ومضات ضوئية عرفت معناها لأن القارب كان ألمانياً. ناولني البدوي الليبي مصباحاً صغيراً من ردائه فأرسلت للبحر ومضات محددة تدربت عليها في الجيش، وما هي إلا أقل من ساعة ويصل قارب مطاطي به جنديان ألمانيان يأخذانني معهما بعد أن ودعت صديقي الليبي بما أملك من متاع الدنيا آنذاك وهو الشكر والامتنان وغصة في الحلق». قال الشرطي الألماني: «ذهبتْ السنين وكبرتُ وتزوجتُ وصار لي أولاد وأنا أتذكر ذلك العربي كل يوم. البارحة حين رأيتك في السيارة على ضوء المصباح عرفت أنني وجدت ابن ذلك البدوي أو قريبه أو أحداً من قبيلته فأنت تشبهه إلى حد بعيد. أردت أن أرد له بعض الجميل في شخصك». انتهت القصة، ويا أيها الناس إن المعروف لا يضيع مهما طال الزمن ومهما اختلفت الأعراق والمشارب.
تفاجأ العالم العربي بعامة ، ودول الخليج بخاصة بتعين أول امرأة يهودية لتكون سفيرة للبحرين لدى أمريكا ، وهي هدى نونو ! ، وكان الخبر مثار جدل وسؤال عريض ، وارتفعت الأسئلة عن حقيقة وجود اليهود في البحرين ! ، وكيف دخلوا للبحرين ؟ وما تاريخهم فيها ؟ وماذا يمثلون مقارنة بالسكان ؟ ولماذا الإعلان عن ظهورهم في هذا الوقت بالذات ؟ وهل يوجد في باقي دول الخليج مثل هذه النبتات ولم يحن الوقت لخروجها ؟ ومن خلال استشراف المستقبل ما هو وضعهم ؟ ... وأسئلة كثيرة تتبادر للأذهان تريد إجابة !
لا أخفيكم أنني أيضا تفاجأت بالخبر ، وأثارني الفضول لمعرفة هذا الأمر ، وبدأت رحلة البحث عن تاريخ اليهود في البحرين من خلال الشبكة العنكبوتية ، ووجدتُ مادة تستحق أن تطرح هنا ، ربما تجيب على بعض الأسئلة التي طُرحت في بداية مقالي ، ومن نافلة القول أن تكتم وسائل الإعلام عن التطرق لليهود في البحرين أمر غريب مريب ربما سببه أن شعوب الخليج لن تتصور مثل هذا الأمر وفي دولة خليجية بالذات ، ولذا وجدتُ أن عددهم في البحرين كان ما بين 800 إلى 2000 شخص ثم قل العدد بعد حرب 1948م بسبب مظاهرات قامت ضدهم ، فرحل عدد كبير منهم إلى فلسطين المحتلة ، ولم يبقَ منهم إلا عدد قليل جدا لا يمثل شيئا مقارنة بعدد السكان من الطوائف الأخرى .
غالب اليهود في البحرين هم من أصول عراقية رحلوا من العراق واستقروا في البحرين منذ زمن ، وهناك أيضا يهود من بلاد فارس ، والعوائل اليهودية في البحرين معروفة نأتي على ذكر أسمائها .
ودعوني أبدأ بالمؤلفات التي خرجت في الفترة الأخيرة تحكي تاريخ اليهود في البحرين ! بعد أن كان أمرا شبه مخفي لا يمكن التطرق له ، وأرجو من الجميع أن لا يتعجلوا في طرح شيء يتعلق بالموضوع ، لئلا تتكرر المعلومة .
فمن المؤلفات عن يهود البحرين :
· 1 - يهود البحرين مئة عام من الخفاء
· علي الجلاوي
صدر مؤخراً ضمن سلسلة تاريخ الجزيرة العربية عن دار فراديس للنشر والتوزيع، كتاب 'يهود البحرين مائة عام من الخفاء'، للكاتب البحريني علي الجلاوي، في مائة وعشرين صفحة، من القطع المتوسط.
يقول الكاتب في مقدمته وفقاً لجريدة 'ميدل إيست': 'هذه المحاولة التي بين يدي القارئ العزيز هي جهد متواضع لتقصي ما لم يُتقصَّ عنه، عن وجود الجالية اليهودية في منطقة الخليج بصورة عامة، وفي البحرين بصورة خاصة، فكانت هذه المحاولة معتمدة بالدرجة الأولى على تدوين الشفوي لتاريخ البحرين المعاصر منه والقديم غير المدون، مما شكل في بادئ الأمر صعوبة جمة، من خلال الحصول على المعلومات ومقارنتها ببعضها البعض'.
والجلاوي يحاول بهذا الكتاب ملء المكتبة التاريخية البحرينية بالجوانب التي لم يتم التطرق إليها أو الكتابة عنها، وقد تناول تاريخ الجالية اليهودية من سنة 1900 إلى 2005، من الهجرة إلى البحرين والهجرة منها، وأوضاعهم وأسرهم وأصولهم معتمدا على فرزهم بسنة الحدث، من الأقدم للأحدث وهو الوقت الراهن.
وفي نهاية الكتاب يضع الناشر عدة أسئلة حسبما ذكرت 'ميدل إيست' حاول الكتاب الإجابة عليها . مثل :
هل كان يهود البحرين موظفين للحاكم العثماني؟ ، هل عرفوا بسقوط الإمبراطورية العثمانية فتركوا وظائفهم ؟، هل لهم علاقة بإسرائيل ؟، لماذا كتبت الصحافة ضد يهود البحرين، هل لأنهم قاموا بشراء الحديد المستعمل (الخردة) وأرسلوه للوكالات اليهودية في الكويت وقبرص كما تقول الصحافة، ليعاد تصنيعه على شكل أسلحة ؟، لماذا قتل عزرا الصرّاف اليهودي في البحرين ؟ واغتصبت إحدى بنات الجالية ؟، لماذا حوصر الكنس اليهودي في المنامة وأحرق ؟، أين كان يهود البحرين أثناء مظاهرات 48 ؟، هل انعزل يهود البحرين في المجتمع البحريني ؟ ولماذا ظل هذا التاريخ غير معلن ؟، هل خافت الدولة على سمعتها الوطنية ؟، ما موقف يهود البحرين من إسرائيل ؟، والكثير من نقاط العتمة والمسكوت عنه ظل ولأكثر من مائة عام مخفيا.
إن هذا الكتاب يعد أول كتاب يدون تاريخ الوجود اليهودي في البحرين، ويستكشف تاريخه. إنها رحلة اكتشاف ومحاولة جمع وتدوين الشفوي والضائع، في دولة عربية أصبح فيها أول تمثيل رسمي للجالية اليهودية في برلمانها.
· 2 - من بداياتنا وحتى وقتنا الحاضر
· تأليف نانسي إيلي خضوري ( يهودية بحرينية ) نقله إلى العربية محمد الخزاعي
From Our Beginning to Present Day
يتحدث هذا الكتاب عن الجالية اليهودية في البحرين، وعن بدايات نزوح اليهود إلى البلاد، قادمين من مناطق متفرقة، حيث وجدوا في هذه البلاد مكاناً مناسباً للاستقرار، فاندمجوا في المجتمع، وأصبحوا مواطنين، وذلك لأن البحرين ومنذ القدم (مكنت جميع البشر من مختلف المِلَل لأن يعبروا عن معتقداتهم وأن يتمّوا طموحات عقيدتهم، ليحافظوا على هويتهم، ورحبت بعقيدتهم بصدر مفتوح ومكنتهم من الاستيطان والتعبير عن همومهم وسعادتهم، أفراحهم وأتراحهم في جميع الأوقات».
تقول مؤلفة الكتاب نانسي خضوري في بداية حديثها عن استيطان اليهود في البحرين : «استقر المهاجرون من العراق في البحرين بحثاً عن حياة أفضل ذات معنى، فجميع اليهود المقيمون هنا مرتبطون عاطفياً بالبحرين وطنهم العزيز، وكانوا دائماً يعبرون عن ولائهم، وظلوا ملتزمين بقوانين البلاد وعاداتها وتقاليدها».
«وقد هاجر معظم أفراد الجالية اليهودية المقيمون في البحرين، غير أن عدداً صغيراً من أفرادها لا يزالون باقين فيها، يمثلون جالية صغيرة، تكوّن أقلية، يبلغ عددها (36) فرداً، جميعهم مواطنون ملتزمون بقوانين البلاد، وتربطهم صداقة وألفةمع الكثير من مواطني البحرين».
وتضيف المؤلفة خضوري : «ويبدي الكثير من اليهود من مختلف الجاليات عند زيارتهم للبحرين، اهتماماً شديداً بلقاء أعضاء من الجالية اليهودية المقيمة هنا، ويطلبون مشاهدة دور العبادة اليهودية (الكنيس)، التي كانت مستخدمة حتى عام (1948) ، والمقبرة اليهودية التي لا تزال قائمة».
ويقول إبراهيم كوهين، أحد الذين تحدثوا في الكتاب عن تاريخ اليهود في البحرين والذي قدم إلى البلاد عام (1946)، إن معظم السكان اليهود قدموا من جنوب إيران، حيث كان عددهم آنذاك حوالي (1300).
وكانت توجد مدرستان لتعليم اللغة العبرية، الأولى في الكنيس والثانية في أحد المنازل الخاصة، كان يقوم بالتدريس فيها مدرس يدعى أبوعابد.
ويذكرمستشار حكومة البحرين (تشارلز بلجريف) في كتابه (العمود الشخصي) أنه كانت توجد جالية يهودية مكونة من (300) إلى (400) فرد، كانوا يقطنون مدينة المنامة،تغلب عليهم طباع المسالمة والهدوء والتقيد بالقانون.
وتواصل الكاتبة نانسي خضوري: «لميتعرض يهود البحرين لأي نوع من أنواع سوء المعاملة، وكان زوار البحرين يفاجأون دائماً عندما يعلمون بحقيقة أن اليهود والمسلمين يعيشون في سلام ويعملون معاً، حيث إننا نعتبر أنفسنا عرباً ونعيش في بلد مسلم، حيث كان هذا وطننا، وبفضل الله ونعمه لم تواجهنا مصاعب باستيطاننا بسلام وراحة في مملكة البحرين».
وتضيف: «يشغل أفراد الجالية اليهودية مراكز ناجحة، وعندما انتقل الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة إلى رحمة الله ورضوانه، قام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى، بدعوة رجال الجالية اليهودية، ليؤكد لهم جميعاً أن شيئاً لن يتغير، وأن حكومةالبحرين مستمرة بانتهاج نفس سياستها المبنية على التسامح الديني، وهي ماضية في هذه السياسة.
بعد ذلك تتحدث المؤلفة عن أهم العائلات اليهودية المعروفة في البحرين، والمناطق التي قدمت منها، وأفراد تلك العوائل والوظائف التي عملوا فيها، ومناطق سكناهم. ومن هذه العوائل عائلة (يادكار) وعميدها صالح الياهو يادكار، وعائلة (حسقيل عزرا) وعائلة (موشي سويري) وعائلة (الكويتي) وعائلة (نونو) وعائلة (منير داود روبين) .
كما تذكر المؤلفة عائلات أخرى منها عائلة (ناجي هارون كوهين)، وعائلة (مراد) وعائلة (خضوري) وعميدها التاجر المعروف يوسف الياهو خضوري.
ويتضمن الكتاب معلومات مهمة عن كل عائلة, بالإضافة إلىعدد أفرادها، وصوراً نادرة للأشخاصوالمساكن التي كانوا يقطنون فيها في البحرين، فضلاً عن صور توضح مشاركاتهم في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والاجتماعية.
· أول محاولة لكتابة تاريخ يهود البحرين
كتب حمزة عليان :
غلاف الكتاب لا يوحي بمضمونه أبداً، فالعنوان «من بدايتنا إلى يومنا الحاضر» وصور دعائية عن مملكة البحرين لن يكون بمقدور «الأجانب» ان يتعرفوا عليها إذا لم يكن مرت بالخاطرة أو الزيارة.. والمضمون حكاية يهود البحرين من تاريخ وصولهم إلى اليوم.
نانسي دينا إيلي يوسف خضوري.. هكذا وضعت اسمها في مقدمة الكتاب. هي بحرينية يهودية ومن عوائل اليهود الذين استوطنوا البحرين، درست في مدرسة القلب المقدس بالمنامة وسافرت إلى انكلترا للحصول على بكالوريوس بالقانون.
أول محاولة لكتابة تاريخ الجالية اليهودية في البحرين تقوم بها واحدة من هذه الجالية، لم يسبق لها ممارسة الكتابة المحترفة لكنها عملت على دراسة وجمع الحقائق، وهي مهمة ليست بالسهولة التي قد تتوافر لأي باحث، لذلك كان انتماؤها للديانة اليهودية بمنزلة تسهيل مهمتها حيث استطاعت الوصول إلى العوائل البحرينية اليهودية سواء من بقي منهم في البحرين أو ممن انتقلوا إلى انكلترا أو أميركا، فموشي سويري التقته في لندن وإبراهيم كوهين اجتمعت به في نيويورك وإبراهيم داؤود نونو المتواجد في المنامة وميخائيل يادكار الذي زودها بصور فوتوغرافية من ألبوم العائلة وأرسلها إليها من نيويورك وكذلك ناجي كوهين.
لم يبق في البحرين سوى 36 شخصاً بعد ان هاجر معظم افراد الجالية الى أميركا وأوروبا.
يمارس اليهود البحرينيون شعائرهم وصلواتهم والاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية في منازلهم على الرغم من وجود «كينس» لهم بقيت مستخدمة حتى عام 1948 والمقبرة التي لا تزال قائمة.
بنيت «الكنيس» من قبل مواطن فرنسي، كما يذكر ابراهيم نونو، لكنها تعرضت للاتلاف عام 1948 وسرقت منها لفائف التوراة، وتبين ان السارق هو احد المواطنين البحرينين من كبار افراد الجالية اليهودية، اعيدت تلك اللفائف بواسطة يعقوب كوهين عام 1958 الى «كنيس» «جنإيدت» في «ستامفورد هيل» بلندن.
معظم السكان اليهود في البحرين قدموا من جنوب ايران عام 1946 ووصل عددهم الى 1300 فرد في حين وصلت عائلة منشي كوهين من العراق بواسطة السفن الشراعية.
يذكر ابراهيم كوهين ان عمه جرجي كان يمتلك محلاً للخياطة وكانت توجد مدرستان لتعليم اللغة العبرية، واحدة في «الكنيس» واخرى في منزل الى جانب المقهى العائد ملكيته الى موشي «الاقرع» - (لقب اطلق عليه بسبب صلعته) – حيث يقدم اللبن الزبادي المباح تناوله في الشريعة اليهودية، ويلتقون في مقهى حاييم، يروي السير تشارلز بلغريف في كتابه «العمود الشخصي» انه في عام 1948 – سنة النكبة عند الشعب الفلسطيني واعلان دولة اسرائيل – اندلعت اعمال عنف وبحث اليهود عند مأوى عند جيرانهم من العائلات المسلمة التي قامت بتوفير الحماية والملجأ لهم، ويروي مشاهداته العينية وزياراته الميدانية لمنازل اليهود والمستشفيات التي يعالجون فيها واصابات رجالات الشرطة..
بعدها غادر معظم اليهود من البحرين وبحرية تامة واخذوا ممتلكاتهم واموالهم، لكن اذا قرر احدهم الذهاب الى اسرائيل فلن يسمح له بالعدوة الى البحرين وبالتدرج لم يبق سوى عدد قليل من العائلات..
حالة واحدة كسرت القاعدة، شاب يهودي يعمل كاتباً، ذهب الى اسرائيل ولم يستطع العيش هناك، عاد الى البحرين ودخل السجن وتمت محاكمته وبقي هناك وتبين ان اسمه ناجي بودجي من يهود ايران.
تذكر المؤلفة نانسي خضوري العائلات العربية المسلمة التي قدمت الحماية لليهود وهم: عائلة العميد علي ميرزا وعائلة صلاح الدين احمد بن حسن ابراهيم وعائلة خنجي وعائلة قناطي.
وبحسب رواية الباحث علي الجلاوي فقد تزوجت احدى الفتيات اليهوديات وتدعى تفاحة حوقي من عبود الربل الذي كان يعمل مالك عبارة تنقل الناس بين المنامة والمحرق، وبعد بناء الجسر صار سائق اجرة واعتنقت هي الاسلام، كما فعل اطفالها وتزوجوا من مسلمين.
وفي رواية اخرى لخليفة حليبينخ مؤلف كتاب «حكايات من الحورة»، يذكر قصة المرأة اليهودية التي اتت من العراق وتدعى مسعودة شاؤول وتحمل اسم «ام نجم» وتمتهن حرفة شغل «ثوب النشل»، حيث كانت اول امرأة تدخل هذه الصنعة الى الحورة بعد ان جلبت معها «طارة» خصيصا لهذا العمل، وهذا الثوب يرتدونه في الاعياد الوطنية والمناسبات الدينية.. وجاء بعدها صالح الزري الذي طور مهنة الخياطة بالتطريز بواسطة الآلة.
تزوجت مسعودة من تاجر ايراني يدعى محمد امين يمتلك محلاً لبيع الحلويات وانتقلت الى منطقة القضيبية والى دار العجزة بالمحرّق حيث وافتها المنية ووهبت بيتها الى دائرة الاوقاف السنية.
واشتغل اليهود بالتجارة والنساء بالتدريس والتمريض، وهناك واحدة تسمى فلورا جان وهي قابلة توليد عرفت باسم ام جان اصولها تركية، وتعلمت التوليد في العراق قبل مجيئها الى البحرين، ولها بنت في استراليا جاءت الى البحرين لتأخذها معها بعد ان وصلت الى سن الشيخوخة.
أبرز العائلات التي تسرد نانسي خضوري قصتهم هي عائلة يادكار ومنهم صالح الياهو يادكار وهو من الاوائل الذين استوطنوا البحرين قادمين من البصرة في نهاية عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر، عمل كبائع تبغ ثم صاحب محل لبيع الدقيق والالبسة المستعملة وتخصص في بيع العباءات النسائية، عنده سبعة اولاد تلقوا تعليمهم في مدارس البحرين، بنتاه تزوجتا في ايران وهاجرتا الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث تعيشان الان هناك مع عائلتيهما، اما ابنه الاكبر عمل في شركة الاتصالات (بتلكو) وتزوج من احدى بنات ناجي هارون كوهين عام 1955 .
تذكر نانسي خضوري حادثة اغتيال حسقيل عزرا عام 1974 في محل الصرافة الذي كان يديره، اما يعقوب صالح يادكار فيمارس تجارة العطور وتقيم ابنته مع عائلتها في لندن وشقيقه انور عمل في شركة نفط البحرين ثم هاجر الى الولايات المتحدة الاميركية.
· عائلة سويري
عائلة سويري قدمت من العراق في بداية العقد الاول من القرن العشرين مع يهود بغداد، وكان اسحق سويري، جد موشي سويري، يعمل ببيع التبغ والعطور، كان اسحق سويري ومئير داؤود روبين وابراهيم نونو اعضاء في بلدية المنامة ولم تتسبب عضويتهم في اي مشاكل او احقاد.
توفي اسحق سويري عام 1938 وترك وراءه زوجته وثلاث بنات واربعة اولاد، وبناته ولدن في البحرين وتزوجن فيما بعد باستثناء واحدة من بينهن تدعى شهلا (راشيل) التي توفيت عام 1910 بعد اصابتها بداء التدرن الرئوي ودفنت في بستان يقع خلف قلعة البحرين، وهي اليهودية الوحيدة التي لم تدفن في مقبرة اليهود.
ومن اولاده سلمان (شلومو) الذي التحق بالعمل في البنك الشرقي المعروف باسم «ستاندرد تشارترد بنك»، وقطعة الارض التي بنى عليها سلمان سويري منزل عائلة سلمان كانت هبة من الامير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.
ومن اولاده ابراهيم رجل الاعمال الذي تاجر بالاسطوانات والسجاد والملابس، ومعروف بأنه منتج اسطوانات باسم «ابراهيم فون» وقام مع شقيقه جرجس بتسجيل اغاني فنانين كبار امثال محمد زويد وعبدالله فضالة ويوسف فوني وابوزيد وسالم الصوري وموزة سعيد، والاشرطة التي تسجل ترسل الى الهند، حيث تقوم شركة بانتاجها وشحنها من جديد الى البحرين لتوزيعها.
وافراد عائلة سويري غادروا جميعا البحرين على دفعات، وآخرهم كان عام 1970.
· عائلة الكويتي
ويتذكر موشي سويري العائلات اليهودية المقيمة في البحرين، من بينها عائلة الكويتي التي كانت تشتغل بتجارة الاقمشة، وفي بداية الخمسينات استأجروا طائرة خاصة وغادروا البحرين، اما ابنهم ناجي صالح فقد بقي بالمنامة مع زوجته احدى بنات ابراهيم نونو، وكانت له عائلة مكونة من خمس بنات وولدين وغادر مع عائلته في نهاية الستينات.
ويتذكر موشي سويري قصة عزرا صالح البقال الذي اتى من العراق وعاش خلف القلعة، وهو المعروف بأنه حانوتي الجالية، فقد كان يقوم بدفن الموتى من دون ان يأخذ اجرا، وقصة صهيون رحاميم الذي قدم من كردستان ويبيع الاقمشة في سوق احمير، غادر البحرين عام 1948 ليقيم في الخارج وتبعه ابناؤه وبناته الذين يتخذون من لندن مقرا لهم.
· عائلة مائير روبين
عائلة روبين جاءت من بغداد عام 1914، وعميد العائلة هو منير داوود روبين تاجر الاقمشة والغند، واولاده الآن متزوجون، ولديه ابن يسمى داؤد عمل لدى بنك ستاندرد تشارترد لمدة 35 عاما فرغ المنامة، واصبح الموزع الوحيد لمنتجات شارب للادوات الالكترونية، بعد ان تفرغ لاعماله الخاصة، وتزوجت احدى بنات داؤد روبين من ناجي هارون كوهين عام 1933، وهذه العائلة كانت تقيم بالبصرة، وناجي عمل بتجارة المنسوجات، وشارك ابناؤه بادارة اعماله واستأجر سينما البحرين من الشيخ علي بن احمد آل خليفة، وسينما اللؤلؤ من محمد بن عبدالعزيز القصيبي، وقامت احدى بنات ناجي هارون بتدريس اللغة العربية في مدرسة القلب المقدس، وقد تزوجت بنات ناجي هارون جميعهن واستقررن بين العائلات اليهودية البحرينية المقيمة فيها.
· عائلة نونو
من اصول عراقية لا تزال مقيمة في البحرين، يبدأ تاريخ العائلة بإبراهيم نونو الذي غادر العراق وهو في سن التاسعة مع عمره ليصل الى البحرين، وكان يدور في الاحياء مناديا «زري عتيق»، وكان «الزري» يجمع ويصهر لاستخراج الذهب والفضة منه ليباع في الخارج، وفي هذه الحرفة بدأ ابراهيم نونو تجارة الصرافة ليؤسس شركة البحرين المالية ويقوم بتحويل الاموال من والى البحرين وايران، وله اربعة ابناء واربع بنات، افراد العائلة بلغوا نحو مائة فرد يتوزعون في عدد من العواصم العالمية، وكان عضوا في بلدية المنامة عام 1934، وعمل بتجارة الذهب مع شركة انكليزية.
ابنه داوود ابراهيم نونو كان مؤسسا لنادي البحرين لبريدج، وابراهيم ابن داؤد عين للمرة الاولى عضوا في مجلس الشورى ممثلا للجالية اليهودية وتبعه اختيار هدى عزرا ابراهيم نونو كعضو بمجلس الشورى، تم اقتراحها كسفيرة لمملكة البحرين في واشنطن.
· عائلة مراد وخضوري
جاءت من العراق وتعود الى ايام مراد يوسف صالح وشقيقه ابراهيم يوسف صالح وناجي ولد في البحرين وعمل بالتصوير وصار وكيلا لساعات الرولكس و«وستنغ هاوس» واشقاؤه كذلك، عملوا بتجارة الساعات، وعائلة مراد جارة لعائلة خضوري إحدى عائلات اليهود، ويبدأ تاريخها مع دخول يوسف خضوري جد والد مؤلفة الكتاب، التقى زوجته التي كانت بصحبة والدها في العراق حيث كان مؤسس مدرسة الأليانس، افتتح يوسف خضوري محله في شارع باب البحرين خلال الثلاثينات وصار أكبر الموردين في البحرين للمواد الغذائية، تزوج يوسف من نظيمة بنت سلمان الصراف وهي شقيقة ساسون يهودا الياس من والدته، وعائلة يهودا ساسون من أصل عراقي، عمل في شركة ماكنزي وانتقل فيما بعد الى لندن، تزوج من «تفاحة» بعد وفاة زوجها الاول، و«تفاحة» كانت تأخذ البضائع لتبيعها للسيدات العربيات المحجبات اللاتي كن قابعات في بيوتهن ولا يخرجن سافرات بين الرجال يتجولن في الاسواق، أما نظيمة فكانت تجيد اللغتين العربية والانكليزية وترافق الشيخات من بيت أفراد العائلة الحاكمة. وليوسف خضوري ابن يدعى إيلي درس بالمدرسة الشرقية بالمنامة.
• يعقوب كوهين، عزرا البقال، داؤود كوهين، ابراهيم نونو، الياهو يادكار،