Subscribe RSS


نحن امة بلا هوية


القضاء العربي الاسلامي يفترض ان يكون انقى وافضل وارقى قضاء في العالم
نحن العرب والمسلمين نطلق كلمة هذا يهودي, وهذا مسيحي, لا يعرف الله ولا يخاف من الله, ولا يستحي من الله, ثم نستمر بإلقاء التهم الباطلة على الغربيين واليهود والنصارى ونقول عنهم أنهم كذابون, وغشاشون, ومزيفون, وأهل ربا,ومجرمون, ولكن عندما نعود لحقيقة الواقع ونتابع مجريات الأمور والحياة ونفهم الحقائق كما هي,ونعطي طبائع الأمور كما هي ونعترف بواقعنا العربي والاسلامي, وما فيه من تجاوزات وملاحظات ونواقص وعيوب ومشكلات. نجد اننا نحمل صفة الاسلام, بالاسم فقط, ولا نملك, ولا نحمل أخلاق وقيم ومبادئ الاسلام . واستطيع ان أقنع القارئ الكريم بذكر أمثلة بسيطة جداً بهدف تسليط الضوء, وليست المقارنة الكاملة . لان المقارنة تحتاج منا الى وضع كتب وقواميس, واليكم الامثلة .
1¯ : ندعي أن الغربيين انهم يعشقون المال والمادية واننا نحن المسلمين أفضل منهم, فنحن أهل زهد وورع وتقوى, ونضرب مثالا على ذلك هو موقف الصحابي الجليل والذي اشتهر بالغنى وامتلاك الثروة الكبيرة, سيدنا عبدالرحمن بن عوف (رضي الله عنه) حين تبرع بنصف ثروته لخدمة الجهاد في سبيل الله, وهو مثل ونموذج نعتز ونفتخر به كمسلمين . وفي المقابل جاء اليوم رجل من الغرب وهو بيل غيتس صاحب اقوى واغنى شركة برمجيات وتبرع بكل ثروته وابقى لنفسه فقط ثلاثة مليارات دولار. والمبلغ الباقي تبرع به للفقراء والمساكين والضعفاء والمؤسسات الاجتماعية. واليوم العالم العربي والاسلامي فيه المئات من الاثرياء والاغنياء والذين يشغلون اهم الارقام العشرة من اغنياء العالم . ولكن لم نسمع منهم او عنهم انهم اقدموا على مثل هذه الخطوة الإنسانية التي قدم عليها بيل غيتس فأين انتم يا أغنياء الإسلام من هذا العمل الإنساني والإسلامي والحضاري.
2 ¯: نحن العرب نتهم الغرب بأنهم يحبون الدنيا ويركضون وراء شهوة الحكم, ولكن الحقيقة غير هذه, فنحن العرب نعشق ونقدس, شهوة الحكم, فنحن العرب من وضع فكرة توريث الحكم وأول من وضعه وصاغه هو الخليفة الاموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه . وهذه الشهوة التي لا تشبع في ذات العربي هي سبب الصراعات والحروب والمشكلات بين العربي والعربي .
وعندما نذكر الغرب نستطيع ان نذكر ان الزعيم البريطاني الشهير ورئيس وزارء بريطانيا ابان الحرب العالمية الثانية والذي حقق النصر لبريطانيا, رفض الشعب البريطاني تجديد الثقة فيه .
3 ¯ : ندعي نحن العرب أننا أمة لا تغش ولا تكذب, ولا تزور, ولا تزيف, في حين القيادة العربية والتي يفترض أن تكون هي القدوة الحسنة هي التي تكذب وتزيف . حيث يعد الرئيس جمال عبدالناصر أول زعيم عربي أوجد فن ومنهج .. التزوير في الانتخابات حين حقق لنفسه نسبة 99.9 في المئة.
ويا أمان الخائفين !.
4 ¯: القضاء العربي الإسلامي يفترض أن يكون أنقى وأفضل وأرقى قضاء في العالم, ولكن الواقع يقول عكس ذلك, فكله غش وتلاعب في الأحكام ومسيطر عليه من السلطة العربية وأروقتها في حين أن القضاء الغربي أصبح أفضل من القضاء الإسلامي فهذا الرئيس الفرنسي ساركوزي ترفض إحدى محاكم باريس دعوة تقدم بها . ولم يستطع استخدام صلاحياته أو نفوذه كرئيس للدولة في إجبار المحكمة بقبول الدعوة وإصدار له وفق مزاجه وهواه .
5 ¯ : يقول سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) : »والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها! هذا منهج مجتمع المساواة والعدالة في الإسلام . وهذه قيم ومبادئ الحكم الإسلامي, ولكن امتنا العربية الإسلامية لا تقيم قواعد وقيم وأخلاق ومبادئ المساواة والعدالة بين الراعي والرعية . فالراعي يفعل ما يشاء, وكيف شاء, وفي ما شاء. في حين أن اليهود أصبحوا أفضل منا نحن العرب والمسلمين . فهذا اليهودي رئيس وزراء إسرائيل اولمرت تمت محاكمته واتهامه بالرشوة واستغلال مركزه السياسي . وتمت أدانته, واجبر على تقديم الاستقالة من الحزب ورئاسة الحكومة . أي ان مستقبله السياسي قد انتهى بهذه الفضيحة السياسية . هذه هي قواميس وقواعد العدالة والمساواة, فماذا يحصل عندنا كأمة عربية ومسلمة لو تمت محاكمة البعض من القياديات ?
فكروا في الجواب ! ولا تغضبوا مني حين تصلون لتكوين الجواب . لأنه سوف يتأكد لكم أننا أمة بلا هوية ! ولا مستقبل, ولا كينونة, ولا قوة, ولا رأي, ولا موقف, ولا أخلاق, ولا قيم, ولا مبادئ .
يا أمان الخائفين !.
والله يسترنا فوق الأرض, وتحت الأرض, ويوم العرض وساعة العرض, وأثناء العرض .



د. زهير محمد جميل كتبي
اديب وكاتب سعودي

0 تعليقات على : “نحن امة بلا هوية”